دـسماتدعبل:
كان دعبل قويَّ البنية مبسوط الجسم، قصير اللحية، علا الشيب رأسه مبكراً، كان معروفاً بحسن الإنشاد، وكان كريماً أبيّ النفس رغم فاقته وفقره، وفي ذلك يقول:
كان دعبل قويَّ البنية مبسوط الجسم، قصير اللحية، علا الشيب رأسه مبكراً، كان معروفاً بحسن الإنشاد، وكان كريماً أبيّ النفس رغم فاقته وفقره، وفي ذلك يقول:
عـلِّـلانـي بـسـمـاعٍ وطـلا | وبضيـفٍ طـارقٍ يبـغي القـرى | |
نغمـاتُ الضيـف أحلـى عندنـا | من ثـغاءِ الشـاءِ أو ذات الرُّغـا | |
نُنزل الضيـف إذا مـا حـلَّ فـي | حبـةِ القـلـبِ وألـواذِ الحـشـا | |
أبـغـض المـالَ إذا جـمّـعتُـهُ | إنّ بُغضَ المَالِ من حب العُلى (9) |
وقد امتاز دعبل الخزاعي عن شعراء عصره ومذهبه بأنه كان جريئاً غاية الجرأة، وكان إذا ضرب لا يتهاون في ذلك، وإذا هجا فلا يهمه أن يكون هجاؤه في خليفة أو غير خليفة وما ذلك إلاّ لصدق نيّته وشجاعته وإيمانه وصلابة عزيمته.
ودعبل الخزاعي كان يتناول في شعره حق أهل البيت الذين كان يؤمن بحقهم الصريح، وهجاؤه للحكّام العباسيين يُثبت بكل صدق ووضوح تلك الطاقة وتلك القوة الكامنة في نفس هذا الشاعر الثائر. وإن شاعراً كدعبل يصف المعتصم ـ مع شدته وقسوته ـ بكلب أهل الكهف بل أدنى منه منزلة، جديرٌ بأن يلقب بالسيف، لأن رجلاً يقول هذا الكلام في حاكمٍ عباسي سفاك يجب أن يُحمل على الرؤوس، لأنه كان يفهم حقيقة ضميره ومسؤوليته.. وهناك بعض من يتهمون دعبل بالزندقة والتظاهر بالتشيع رغبة في كسب المال والشهرة، والواقع يثبت عكس ذلك، فالتشيع ـ كما هو معلوم ـ هو مناصرة أهل بيت النبوة، وإذا كان دعبل ممن يناصر الأئمّة من أهل بيت النبي عليه السّلام فهل يعني ذلك غير إيمانه بالله ورسوله وعترة رسوله صلّى الله عليه وآله والسير على المنهاج الإسلامي القويم ؟ فكيف يجتمع في قلب المرء زندقة وموالاة لأهل البيت النبوي ؟!
وإذا كان غرض دعبل هو كسب المال من أئمة أهل البيت عليهم السّلام لكان بمقدوره أن يضع لسانه في سوق الارتزاق كما فعل غيره، ولو فعل دعبل ذلك لفاق أقرانه ولجمع الأموال التي لا يمكن حصرها من الحكّام والأمراء، ولكنه أبى إلاّ أن يضحّي بالغالي والنفيس من أجل عقيدة كان يناصرها ضميره، وليس هناك مجال للتظاهر بالتشيع ما دام التشيّع محارَباً من قبل الحكومة العباسية. وحين هجا دعبل أولئك الذين أكرموه وأحسنوا إليه كالرشيد مثلاً، فلأنه كان يفهم جيداً أن ذلك ليس إحساناً قبل أن يكون وسيلة لشراء الضمائر والتسلط على ألسنة الشعراء (10).
لم يكن دعبل قليل الوفاء، ولم يضلّه المال كما أضلَّ غيره من قبل، وهجاؤه لمناوئي أهل البيت لم يكن بدافع شخصي أو مادي قط، وإنما كان بدافع العقيدة الذي يملي عليه ذلك، بغضّ النظر عن سوء النتائج أو حسنها، وقد أصرّ على ما هو عليه دون أن يتردّد أو يقلّ من عزمه حدّ. وكان يؤمن بأن الشعراء الذين يقولون ولا يفعلون هم ليسوا من المؤمنين الذين يستحقون الجنة والخلود، لذلك نلاحظ أنه يتخذ أشعاره سلاحاً في عقاب الحكّام العباسيين لإظهار مساوئهم ومعايبهم وحقائقهم التي يخفونها وراء أقنعتهم، فقال في خلفاء بني العباس مصوّراً ما هم عليه من مطاردة لأهل البيت وتعذيب ونهب وتقتيل:
ودعبل الخزاعي كان يتناول في شعره حق أهل البيت الذين كان يؤمن بحقهم الصريح، وهجاؤه للحكّام العباسيين يُثبت بكل صدق ووضوح تلك الطاقة وتلك القوة الكامنة في نفس هذا الشاعر الثائر. وإن شاعراً كدعبل يصف المعتصم ـ مع شدته وقسوته ـ بكلب أهل الكهف بل أدنى منه منزلة، جديرٌ بأن يلقب بالسيف، لأن رجلاً يقول هذا الكلام في حاكمٍ عباسي سفاك يجب أن يُحمل على الرؤوس، لأنه كان يفهم حقيقة ضميره ومسؤوليته.. وهناك بعض من يتهمون دعبل بالزندقة والتظاهر بالتشيع رغبة في كسب المال والشهرة، والواقع يثبت عكس ذلك، فالتشيع ـ كما هو معلوم ـ هو مناصرة أهل بيت النبوة، وإذا كان دعبل ممن يناصر الأئمّة من أهل بيت النبي عليه السّلام فهل يعني ذلك غير إيمانه بالله ورسوله وعترة رسوله صلّى الله عليه وآله والسير على المنهاج الإسلامي القويم ؟ فكيف يجتمع في قلب المرء زندقة وموالاة لأهل البيت النبوي ؟!
وإذا كان غرض دعبل هو كسب المال من أئمة أهل البيت عليهم السّلام لكان بمقدوره أن يضع لسانه في سوق الارتزاق كما فعل غيره، ولو فعل دعبل ذلك لفاق أقرانه ولجمع الأموال التي لا يمكن حصرها من الحكّام والأمراء، ولكنه أبى إلاّ أن يضحّي بالغالي والنفيس من أجل عقيدة كان يناصرها ضميره، وليس هناك مجال للتظاهر بالتشيع ما دام التشيّع محارَباً من قبل الحكومة العباسية. وحين هجا دعبل أولئك الذين أكرموه وأحسنوا إليه كالرشيد مثلاً، فلأنه كان يفهم جيداً أن ذلك ليس إحساناً قبل أن يكون وسيلة لشراء الضمائر والتسلط على ألسنة الشعراء (10).
لم يكن دعبل قليل الوفاء، ولم يضلّه المال كما أضلَّ غيره من قبل، وهجاؤه لمناوئي أهل البيت لم يكن بدافع شخصي أو مادي قط، وإنما كان بدافع العقيدة الذي يملي عليه ذلك، بغضّ النظر عن سوء النتائج أو حسنها، وقد أصرّ على ما هو عليه دون أن يتردّد أو يقلّ من عزمه حدّ. وكان يؤمن بأن الشعراء الذين يقولون ولا يفعلون هم ليسوا من المؤمنين الذين يستحقون الجنة والخلود، لذلك نلاحظ أنه يتخذ أشعاره سلاحاً في عقاب الحكّام العباسيين لإظهار مساوئهم ومعايبهم وحقائقهم التي يخفونها وراء أقنعتهم، فقال في خلفاء بني العباس مصوّراً ما هم عليه من مطاردة لأهل البيت وتعذيب ونهب وتقتيل:
أرى أميّـة مـعـذوريـن إن غـدروا | ولا أرى لبنـي العبـاس مـن عُـذُرِ | |
قتـل وأسـرٌ وتـحـريـقٌ ومـنهبـةٌ | فعلَ الغزاةِ بأرضِ الرومِ والخَزَرِ (11) |
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:17 pm من طرف أسير الحب
» شعر
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:15 pm من طرف أسير الحب
» والدي الحبيب
الجمعة أبريل 08, 2016 12:44 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» ابوذيات للحلوين
الجمعة أبريل 08, 2016 12:41 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» دارمي يموت
الأحد مارس 13, 2016 2:19 pm من طرف احمد اعناج
» ترحيب
الأربعاء يناير 20, 2016 4:16 am من طرف جاسم
» ابو ذية
الجمعة ديسمبر 11, 2015 2:01 am من طرف ظافر الظافر
» فضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجب
الأحد نوفمبر 29, 2015 9:02 pm من طرف الملکة
» بمناسبت قرب عيد رمضان المبارك
الجمعة يوليو 17, 2015 3:34 am من طرف ابوسيف العويسي
» انه بدونك طفل
الإثنين مايو 25, 2015 7:02 am من طرف شاعرة الحنين
» ابتسم
الأحد مايو 17, 2015 4:11 am من طرف كاظم موسى قسام
» غضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجي
الأحد مايو 17, 2015 4:00 am من طرف كاظم موسى قسام
» شجرة دارمي كوم
الأربعاء مايو 13, 2015 6:31 pm من طرف abbaslife1
» دارمي وقصته الحزينه..
الأربعاء مارس 04, 2015 11:10 am من طرف احمد اعناج
» عضو جديد
السبت ديسمبر 27, 2014 11:55 pm من طرف الكفاري