سلمان المحمدي
إلهيــــــات
لا قربان لغيز الله
إنَّ رجلاً دخل الجنة في ذباب، وآخر دخل النار في ذباب، فقيل له: وكيف ذلك يا أبا عبد الله؟
قال: مرَّا على قوم في عيد لهم، وقد وضعوا أصناماً لهم لا يجوز بهم أحد حتَّى يقرِّب إلى أصنامهم قرباناً قلَّ أم كثر، فقالوا لهما: لا تجوزا حتَّى تقرِّبا كما يقرِّب كل من مرَّ.
فقال أحدهما: ما معي شيء أقرِّبه، وأخذ أحدهما ذباباً فقرَّبه، ولم يقرِّب الآخر، فقال: لا أقرب إلى غير الله جل وعز شيئاً. فقتلوه، فدخل الجنة ودخل الآخر النار.
نبويات
النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في المدينة(2)
لَمَّا قدم النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) إلى المدينة تعلَّق الناس بزمام الناقة، فقال النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فأنا عنده. فأطلقوا زمامها وهي تهفُّ في السير حتَّى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري، ولم يكن في المدينة أفقر منه، فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)، فنادى أبو أيوب: يا أماه افتحي الباب، فقد قدم سيد البشر، وأكرم ربيعة ومضر، مُحَمَّد المصطفى، والرسول المجتبى. فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء فقالت: وا حسرتا ليت كان لي عين أبصر بها إلى وجه سيدي رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ). فكان أول معجزة النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في المدينة أنَّه وضع كفه على وجه أم أبي أيوب فانفتحت عيناها.
النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) وصاحب العنزة(3)
كنت صائماً فلم أقدر إلا على الماء ثلاثاً، فأخبرت رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) بذلك.
فقال: إذهب بنا. قال: فمررنا فلم نصب شيئاً إلا عنزة. فقال رسول الله لصاحبها: قرِّبها.
قال: حائل.
قال: قرِّبها. فقربها فمسح موضع ضرعها فانسدلت.
قال لصاحبها: قرِّب قعبك، [فجاء به]، فملأه لبناً، فأعطاه صاحب العنز.
فقال: إشرب، فشرب، ثُمَّ ملأ القدح فناولني [إياه] فشربته، ثُمَّ أخذ القدح فملأه فشرب.
لَمَّا خلق الله آدم(4)
إنَّ الله لما خلق آدم وكان أول ما خلق عيناه، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق، فلمَّا حانت أن يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله (وَكَاْنَ الإِنْسَاْنُ عَجُوْلاً((5)، وإنَّ الله لَمَّا خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث أنْ تناول عنقود العنب فأكله.
ولائيات
في كف علي (عليهِ السَّلام)(6)
كنا جلوساً عند النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليهِ السَّلام) فناوله حصاة فما استقرَّت الحصاة في كفّ علي (عليهِ السَّلام) حتَّى نطقت، وهي تقول: ((لا إله إلا الله، مُحَمَّد (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) رسول الله، رضيت بالله رباً، وبمُحَمَّد نبياً، وبعلي بن أبي طالب ولياً))، ثُمَّ قال النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): من أصبح منكم راضياً بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه.
ربان الأرض(7)
عن زر بن حبيش قال: مرَّ عليٌّ (عليهِ السَّلام) على بغلة رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في ملأ، فقال سلمان رحمة الله عليه:
ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنَّه لا يخبركم بسرِّ نبيكم (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أحد غيره، وإنَّه لعالم الأرض وربانيها، وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس.
لو ولَّيتموها علياً(8)
الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي له، إذ أنا مذك لنار الكفر، أهلّ لها نصيباً، أو أثبت لها رزقاً حتَّى ألقى الله عزَّ وجلَّ في قلبي حبَّ تهامة، فخرجت جائعاً ظمآن، قد طردني قومي وأخرجت من مالي، ولا حمولة تحملني، ولا متاع يجهزني، ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتَّى أتيت مُحَمَّداً (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه، ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني من النار، فنلت من الدنيا على المعرفة التي دخلت عليها في الإسلام، ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثُمَّ اعقلوا عني، قد أوتيت العلم كثيراً، ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: لمجنون، وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إنَّ لكم منايا تتبعها بلايا، فإنَّ عند علي (عليهِ السَّلام) علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب، على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أصبتم سُنَّة الأولين، وأخطأتم سبيلكم، والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقاً عن طبق، سُنَّة بني إسرائيل، القذَّة بالقذَّة، أما والله لو وليتموها علياً لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرجاء، ونابذتكم على سواء، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء، أما والله لو أني أدفع ضيماً أو أعز لله ديناً لوضعت سيفي على عاتقي ثُمَّ لضربت به قدماً قدماً، ألا إني أحدثكم بما تعلمون وبما لا تعلمون، فخذوها من سنة السبعين بما فيها، ألا إنَّ لبني أمية في بني هاشم نطحات، ألا إنَّ بني أمية كناقة الضروس تعض بفيها، وتخبط بيديها، وتضرب برجليها، وتمنع درَّها، ألا إنَّه حق على الله أنْ يذلَّ باديها وأنْ يظهر عليها عدوها، ومع قذف من السماء وخسف ومسخ وشوه الخلق(9) حتَّى أنَّ الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلاة فيمسخه الله قرداً، ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب، والله لولا ما لأريتكم مصارعهم، ألا وهو البيداء، ثُمَّ يجيء ما تعرفون، فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع، فعليكم بآل مُحَمَّد، فإنَّهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا، فما بال اليوم؟ أحسدٌ؟ قد حسد قابيل هابيل، أو كفر؟ فقد ارتدَّ قوم موسى عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير، والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثُمَّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين وأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم، ما أنا وفلان وفلان، ويحكم، والله، ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون، أم نسيتم أم تتناسون، أنزلوا آل مُحَمَّد منكم منزلة الرأس من الجسد، بل منزلة العينين من الرأس.
النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يودِّع فاطمة (عليها السَّلام)(10)
لَمَّا مرض النبيّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) المرضة التي قبضه الله فيها دخلتُ فجلست بين يديه، ودخلت عليه فاطمة الزهراء (عليها السَّلام) فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتَّى فاضت دموعها على خدَّيها.
فلما أنْ رآها رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قال: ما يبكيك يا بنية؟
فقالت: كيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف، فمن لنا بعدك يا رسول الله؟
قال لها: لكم الله فتوكَّلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك من أزواجهم. يا فاطمة أوَما علمت أنَّ الله تبارك وتعالى اختار أباك فجعله نبياً وبعثه رسولاً، ثُمَّ علياً فزوجك إياه وجعله وصياً، فهو أعظم الناس حقاً على المسلمين بعد أبيك، وأقدمهم سلماً، وأعزهم خطراً، وأجملهم خلقاً، وأشدهم في الله غضباً، وأشجعهم قلباً،،وأثبتهم وأربطهم جأشاً، وأسخاهم كفاً، ففرحت بذلك فاطمة (عليها السَّلام) فرحاً شديداً.
فقال لها رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): هل سررتِك يا بنية؟
قالت: نعم يا رسول الله لقد سررتني وأحزنتني.
قال: كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها، قال: أفلا أزيدك في زوجكِ من مزيد الخير كله؟
قالت: بلى يا رسول الله.
قال: إنَّ علياً (عليهِ السَّلام) أول من آمن بالله، وهو ابن عم رسول الله، وأخو الرسول، ووصي رسول الله، وزوج بنت رسول الله، وابناه سبطا رسول الله، وعمه سيد الشهداء عم رسول الله، وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم رسول الله، والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه، فهذه خصال لم يعطها أحد قبله، ولا أحد بعده، يا بنية هل سررتكِ؟
قالت: نعم يا أبت.
قال: أولا أزيدك في زوجكِ من مزيد الخير كله؟
قالت: بلى يا رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:17 pm من طرف أسير الحب
» شعر
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:15 pm من طرف أسير الحب
» والدي الحبيب
الجمعة أبريل 08, 2016 12:44 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» ابوذيات للحلوين
الجمعة أبريل 08, 2016 12:41 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» دارمي يموت
الأحد مارس 13, 2016 2:19 pm من طرف احمد اعناج
» ترحيب
الأربعاء يناير 20, 2016 4:16 am من طرف جاسم
» ابو ذية
الجمعة ديسمبر 11, 2015 2:01 am من طرف ظافر الظافر
» فضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجب
الأحد نوفمبر 29, 2015 9:02 pm من طرف الملکة
» بمناسبت قرب عيد رمضان المبارك
الجمعة يوليو 17, 2015 3:34 am من طرف ابوسيف العويسي
» انه بدونك طفل
الإثنين مايو 25, 2015 7:02 am من طرف شاعرة الحنين
» ابتسم
الأحد مايو 17, 2015 4:11 am من طرف كاظم موسى قسام
» غضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجي
الأحد مايو 17, 2015 4:00 am من طرف كاظم موسى قسام
» شجرة دارمي كوم
الأربعاء مايو 13, 2015 6:31 pm من طرف abbaslife1
» دارمي وقصته الحزينه..
الأربعاء مارس 04, 2015 11:10 am من طرف احمد اعناج
» عضو جديد
السبت ديسمبر 27, 2014 11:55 pm من طرف الكفاري