دارمي كوم

حبيبي الزائر الغالي العزيز
اهلا وسهلا بيك صارت قديمة نفرشلك العينين والرمش خيمة
تبين انك غير مسجل في سجلاتنا....لاتدوخ رجاءا التسجيل السريع لايكلفك سوى دقيقة واحدة
استمتع معنا وشاهد الاقسام الخفية الممتعة....اقرا ما تشاء واكتب ما تشاء...فالمنتدى منكم واليكم..مع التقدير.
اخوكم رعد الاسدي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دارمي كوم

حبيبي الزائر الغالي العزيز
اهلا وسهلا بيك صارت قديمة نفرشلك العينين والرمش خيمة
تبين انك غير مسجل في سجلاتنا....لاتدوخ رجاءا التسجيل السريع لايكلفك سوى دقيقة واحدة
استمتع معنا وشاهد الاقسام الخفية الممتعة....اقرا ما تشاء واكتب ما تشاء...فالمنتدى منكم واليكم..مع التقدير.
اخوكم رعد الاسدي

دارمي كوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دارمي كوم

دارمي/ابوذية/موال/شعر/شعبي/قصائد/قصص/شعر فصيح/خواطر/ /نكات

انت الزائر رقم

ادعمونا في الفيسبوك

ساهم في نشرنا في الفيسبوك

المواضيع الأخيرة

»  دارمي اعجبني
من اخبار الشعراء Emptyالإثنين أكتوبر 01, 2018 4:17 pm من طرف أسير الحب

» شعر
من اخبار الشعراء Emptyالإثنين أكتوبر 01, 2018 4:15 pm من طرف أسير الحب

» والدي الحبيب
من اخبار الشعراء Emptyالجمعة أبريل 08, 2016 12:44 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء

» ابوذيات للحلوين
من اخبار الشعراء Emptyالجمعة أبريل 08, 2016 12:41 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء

» دارمي يموت
من اخبار الشعراء Emptyالأحد مارس 13, 2016 2:19 pm من طرف احمد اعناج

» ترحيب
من اخبار الشعراء Emptyالأربعاء يناير 20, 2016 4:16 am من طرف جاسم

» ابو ذية
من اخبار الشعراء Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2015 2:01 am من طرف ظافر الظافر

» فضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجب
من اخبار الشعراء Emptyالأحد نوفمبر 29, 2015 9:02 pm من طرف الملکة

» بمناسبت قرب عيد رمضان المبارك
من اخبار الشعراء Emptyالجمعة يوليو 17, 2015 3:34 am من طرف ابوسيف العويسي

» انه بدونك طفل
من اخبار الشعراء Emptyالإثنين مايو 25, 2015 7:02 am من طرف شاعرة الحنين

» ابتسم
من اخبار الشعراء Emptyالأحد مايو 17, 2015 4:11 am من طرف كاظم موسى قسام

» غضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجي
من اخبار الشعراء Emptyالأحد مايو 17, 2015 4:00 am من طرف كاظم موسى قسام

» شجرة دارمي كوم
من اخبار الشعراء Emptyالأربعاء مايو 13, 2015 6:31 pm من طرف abbaslife1

» دارمي وقصته الحزينه..
من اخبار الشعراء Emptyالأربعاء مارس 04, 2015 11:10 am من طرف احمد اعناج

» عضو جديد
من اخبار الشعراء Emptyالسبت ديسمبر 27, 2014 11:55 pm من طرف الكفاري

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

بلاد الزوار

free counters

اجمل ما قيل في الحب

اجمل ما قيل في الحب

    من اخبار الشعراء

    كاظم الشيخ موسى قسام
    كاظم الشيخ موسى قسام
    شخصية مهمة
    شخصية مهمة


    ذكر
    عدد الرسائل : 1896
    العمر : 76
    العمل/الترفيه : مستثمر
    المزاج : جيد
    الطاقة :
    من اخبار الشعراء Left_bar_bleue60 / 10060 / 100من اخبار الشعراء Right_bar_bleue

    الجنسية : عراقي
    تاريخ التسجيل : 01/04/2010

    من اخبار الشعراء Empty من اخبار الشعراء

    مُساهمة من طرف كاظم الشيخ موسى قسام السبت فبراير 11, 2012 9:56 pm

    من أخبار الشعراء

    حَدّث دِعْبل الشاعر أنه اجتمع هو ومسلم وأبو الشِّيص وأبو نُواس في مجلس فقال لهم أبو نُواس‏:‏ إنّ مجلسنا هذا قد شُهر باجتماعنا فيه ولهذا اليوم ما بعده فليأت كُل واحد منكم بأحسن ما قال فَلْينشده‏.‏

    فأنشد أبو الشِّيص فقال‏:‏ وَقف الهَوى بي حيثُ أنتِ فليس لي متأخر عنه ولا مُتقدَّمُ أجدُ الملامةَ في هَواكِ لذيذةً حُبّاً لذِكْرك فَلْيلمني اللُّوم وأهنتِني فأهنت نفسيصاغراً ما مَن يهون عليك ممَن أُكْرِم أشبهتِ أعدائي فصرتُ أحبّهم إذ كان حَظِّي منك حظِّي منهمُ قال‏:‏ فجعل أبو نواس يعجب من حُسن الشعر حتى ما كاد ينقضي عَجبُه‏.‏

    ثم أنشد مسلم أبياتاً من شعره الذي يقول فيه‏:‏ فاقسم أنْسىَ الداعياتِ إلى الصِّبا وقد فاجأتْها العينُ والسِّترُ واقعُ فغطّت بأيديها ثمارَ نُحورها كأيدي الأسرى أثقلتها الجَوَامع قال دِعبل‏:‏ فقال لي أبو نُواس‏:‏ هاتِ أبا عليّ وكأنّي بك قد جئتنا بأم القِلادة‏.‏

    فقلتُ‏:‏ يا أين الشَّبابُ وأيَّة سَلَكا أَمْ أَين يُطلب ضلَّ أم هَلَكا يا ليتَ شعري كيف صَبْرُكما يا صاحِبَيَّ إذا دَمِي سُفِكا لا تطلُبا بظُلامتي أحداً قَلبي وطَرْفي لا دَمِي اشتركا ثم سَألناه أن ينشد‏.‏

    فأنشد أبو نُواس‏:‏ لا تَبْك هِنداً ولا تَطْرب إلى دَعْدِ واشرب على الوَرْد من حَمراء كالوَرْدِ كأساً إذا انحدرتْ في حَلْق شاربها وجدتَ حُمرتها في العيْن والخَدّ فالخَمر ياقوتة والكأس لُؤلؤة في كَفّ جاريِة مَمشوقةَ القَدّ تَسْقيك من عَينها خَمْراً ومن يَدها خَمراً فما لكَ من سُكْرَين من بُدّ لي نَشْوتان وللندْمان واحدة شيء خُصصتُ به من بينهم وَحْدي فقاموا كلهم فسجدوا له‏.‏

    فقال‏:‏ أفعلتموها أعجميَّة لا كلمتُكم ثلاثاً ولا ثلاثاً ولا ثلاثاً‏.‏

    ثم قال‏:‏ تسعة أيام في هَجر الإخوان كثير وفي هجر بعض يوم استصلاح للفساد وعُقوبة على الهَفوة‏.‏

    ثم التفت إلينا فقال‏:‏ أعلمتم أنّ حكيماً عَتب على حكيم فكتب المعتوبُ عليه إلى العاتب‏:‏ يا أخي إنّ أيام العمر أقلُّ من أن تَحتمل الهجر محمد بن الحسن المَدِينيّ قال‏:‏ أَخبرني الزبيرُ بن أبي بكرة قال‏:‏ دخلت على المُعتز بالله أمير المؤمنين فسَلمتُ عليه فقال‏:‏ يا أبا عبد اللّه إني قد قلتُ في ليلتي هذه أبياتاً وقد أعيا عليّ إجازةُ بعضها‏.‏

    قلت‏:‏ أنشدني‏.‏

    فأنشدني وكان مَحموماً‏:‏ إنّي عرفتُ عِلاجَ القَلْب من وَجَع وما عرفتُ عِلاجَ الحُبّ والخُدَع جَزعتُ للحبِّ والحمَى صَبرتُ لها إني لأعجبُ من صَبري ومن جزعي مَن كان يَشغلُه عن حُبه وَجَعٌ فليس يَشغلني عن حُبكم وَجَعي قال أبو عبد الله‏:‏ فقلت‏:‏ وما أملُّ حَبيبي ليلةً أبداً مع الحَبيب ويا ليتَ الحبيبَ معِي فأمر لي على البيت بألف دِينار‏.‏

    اجتمع الحسنُ بن هانئ وصريعُ الغواني وأبو العتاهية في مجلس بالكوفة فقيل لأبِي العتاهية‏:‏ أنشدنا‏.‏

    فأنشد‏:‏ أسيَّدتي هاتي فديتُك ما جُرْمي فانزِلَ فيما تَشْتهين من الحُكْم كفاكِ بحَقّ الله ما قد ظَلَمْتِني فهذَا مقامُ المُسْتجير من الظُّلم وقيل لصريع الغواني‏:‏ أنشدنا‏.‏

    فأنشأ يقول‏:‏ قد اطّلعتَ على سِرِّي وإعْلاني فاذهبْ لشانِكَ ليس الجَهْلُ من شَانِي ثم قيل للحسن بن هانئ‏:‏ أنشدنا فأنشد‏:‏ يا بنة الشَيخ اصْبَحينا ما الذي تَنتظرِينَا قد جَرى في عُوده الما ءُ فأجْرِي الخمر فِينا قيل‏:‏ هذَا الهزل فهاتِ الجدّ‏.‏

    فأنشأ‏:‏ لمِن طَلل عارِي المَحلّ دفينُ عفا عهدُه إلا روائمُ جُونُ كما افترقت عند المَبيت حمائمٌ غَريباتُ مُمْسىً ما لهن وُكون ديارُ التي أمّا جَنَى رَشَفاتها فحُلو وأما مسها فيَلين وما أَنْصفت أما الشُّحوبفظاهرٌ بوَجهي وأمّا وجهها فَمَصُون فقام صريعُ الغواني يجرّ ذيلَه وخرج وهو يقول‏:‏ إن هذا مجلس ما جلستُه أبداً‏.‏

    هشام بن عبد الملك الخُزاعيّ قال‏:‏ كُنا بالرقة مع هارون الرشيد فكتب إليه صاحبُ الخَبر بموت الكِسائي وإبراهيم المَوصلي والعبَّاس ابن الأحنف في وقت واحد‏.‏

    فقال لابنه المأمون‏:‏ اخرج فصلّ عليهم‏.‏

    فخرج المأمون في وُجوه قُوّاده وأهل خاصّته وقد صُفُّوا له‏.‏

    فقالوا له‏:‏ مَن ترى أن يُقدَّم قال‏:‏ الذي يقول‏:‏ يا بَعِيدَ الدار عن وَطنه هائماً يَبْكي على شَجَنِهْ قيل له‏:‏ هذا وأشاروا إلى العباس بن الأحنف‏.‏

    فقال‏:‏ قَدّموه فقُدِّم عليهم‏.‏

    أبو عمرو بن العلاء قال‏:‏ نزل جرير وهو مُقبل من عند هشام بن عبد الملك فبات عندي إلى الصبح فلمّا أَصْبح شَخص وخرجتُ معه أشيعه‏.‏

    فلما خرجنا عن أَطناب البيوت التفتَ إليّ فقال‏:‏ أنشدني من قول مَجنون بني عامر قيس ابن المُلوّح فأنشدتُه‏:‏ وأدنْيتِني حتى إذا ما سَبَيْتني بقَول يُحلّ العُصْمَ سَهلَ الأباطحَ تجافيتِ عنِّي حين لا ليَ حيلة وغادرتِ ما غادرتِ بين الجَوانح فقال‏:‏ والله لولا أنه لا يَحسن لشيخ مثلي الصُّراخ لصرخت صرخة يسمعها هشامٌ على سريره‏.‏

    وهذا من أرق الشِّعر كُله وألطفه لولا التضمين الذي فيه‏.‏

    والتضمين أن يكون البيت معلّقاً بالبيت الثاني لا يتم معناه إلا به‏.‏

    وإنما يُحمد البيت إذا كان قائماً بنفسه‏.‏

    وقال العبّاسُ بن الأحنف نظير قول المجنون بلا تضمين وهو قولُه‏:‏ أشكو الذين أذاقُوني مودَتهم حتى إذا أيقظوني بالهَوى رقدُوا وقال الأصمعيّ‏:‏ دخلتُ على هارون الرشيد فوجدتُه منغمساً في الفراش فقال‏:‏ ما أبطأ بك يا أصمعيّ قلت‏:‏ احتجمت يا أمير المؤمنين‏.‏

    قال‏:‏ فما أكلتَ عليها قلت‏:‏ سِكباجة وطَباهَجة قال‏:‏ رميتَها بحَجرها‏.‏

    أتشرب فقلت‏:‏ نعم وقلت‏:‏ قال‏:‏ يا مسرور أي شيء معك قال‏:‏ ألف درهم‏.‏

    قال‏:‏ ادفعها للأصمعيّ‏.‏

    وكان يصحب عليَّ بن داود الهاشمي يَهوديّ ظَريف مؤنس أديب شاعر أريب فلما أراد الحَج أراد أن يَستصحبه فكتب إليه اليهودأي يقول‏:‏ إنّي أعوذ بداودٍ وحُفْرته من أن أحُج بكُره يا بن داوُدِ نُبِّئتُ أنْ طريقَ الحَج مُصردة عن النَّبيذ وما عَيْشي بِتَصريدِ والله ما فيَّ من أَجر فتَطلبَه فيما علمت ولا دِيني بمَحْمود أما أبوك فذاك الجُود يعَرِفُه وأنت أشبهُ خَلق الله بالجُود كأنّ ديباجَتَيْ خَدّيه من ذهب إذا تَعصّب في أثوابه السّود حَدّث أبو إسحاق يحيى بن محمد الحَواريّ قال‏:‏ سمعتُ شيخاً من أهل البَصرة يقول‏:‏ قال إبراهيم السَّويقي مولى المَهالبة‏:‏ تتابعتْ عليّ سنون ضيّقة وألحِّ عليَّ العُسر وكثرةُ العِيال وقلّة ذات اليد وكُنت مشتهراً بالشعر أقصد به الإخوان وأهلَ الأقدار وغيرَهم حَتى جفاني كُل صديق وملّني مَن كنت أقصده فأضرّني ذلك جدّاً‏.‏

    فبينما أنا ذات يوم جالس مع امرأتي في يوم شديد البرد إذ قالت‏:‏ يا هذا قد طال علينا الفَقر وأضرّ بنا الجهد وقد بقيتَ في بيتي كأنك زَمِن هذا مع كَثرة الولد فاخرُج عنّي واكفِني نفسك ودَعني مع هؤلاء الصبيان أقوم بهم مَرّة وأقعد بهم أخرى‏.‏

    وألَحّتْ عليّ في الخصومة وقالت لي‏:‏ يا مشؤوم تعلمتَ صناعة لا تُجدي عليك شيئاً‏.‏

    فضجرتُ منها ومِن قولها وخرجتُ على وجهي في ذلك البرد والرِّيح وليس عليَّ إلا فَرْو خَلَق ليس فوقه دِثار ولا تحته شِعار وعلى عُنقي إزار ثم جاءت ريحٌ شديدة فذهبت به عن بدني وتفرّقت أجزاؤه عني من بِلاه وكثرة رقاعه‏.‏

    وعلى عنقي طَيْلسان ليس عليّ منه إلا رسمه‏.‏

    فخرجت والله متحيَّراً لا أدري أين أقصد ولا حيث أذهب‏.‏

    فبينما أنا أجِيل الفكرة إذ اخذتني سماء بقطر متدارك‏.‏

    فدفعت إلى دارٍ على بابها روشن مطل ودكّان نظيف وليس عليه أحد فقلت‏:‏ أستتر بالروشن إلى أن يسكن المطر‏.‏

    فقصدت قصدَ الدار‏.‏

    فاذا بجارية قاعدة قد لزمتْ باب الدار كالحافظة عليه فقالت لي‏:‏ إليك يا شيخ عن بابنا‏.‏

    فقلت لها‏:‏ ويحك لستُ بسائل ولا أنا ممن تُتخوف ناحيته‏.‏

    فجلست على الدّكان‏.‏

    فلما سكنت نفسي سمعتُ نغمة رخيمة من وراء الباب تدلّ على نغمة امرأة‏.‏

    فأصغيت فإذا بكلام يدل على عِتاب‏.‏

    ثم سمعت نغمةً أخرى مثل ذلك وهي تقول‏:‏ فعلتِ وفعلتِ‏.‏

    والأخرى تقول‏:‏ بل أنت فعلتِ وفعلتِ‏.‏

    إلى أن قالت إحداهما‏:‏ أنا جُعلت فداك إن كنتُ أسأتُ فاغفري واحفظي عنه أشعار ظريفة‏.‏

    فأنشدتْها تقول‏:‏ هبيني يا مُعذِّبتي أسأتُ وبالهِجْران قَبلكُم بدأت فقالت‏:‏ تها‏.‏

    ثم قالت‏:‏ يا أبا إسحاق ما لي أراك بهذه الهَيئة الرثّة والبزّة الخَلقة فقلت‏:‏ يا مولاتي تعدَّى عليّ الدهرُ ولم يُنصفني الزمان وجفاني الإخوان وكَسدت بضاعتي‏.‏

    فقالت‏:‏ عَزّ عليّ ذلك‏.‏

    وأومأت إلى الأخرى فضربت بيدها علىِ كمُها‏.‏

    فسلّت دملُجا من ساعدها ثم ثَنَّت باليد الأخرى فسلّت منها دملجاً آخر‏.‏

    فقالت‏:‏ يا أبا إسحاق خُذ هذا واقعد على الباب مكانَك وانتظر الجاريةَ تأتيك‏.‏

    ثم قالت‏:‏ يا جارية سَكَن المطر قالت‏:‏ نعم‏.‏

    فقامتا وخرجتا وقعدتُ مكاني‏.‏

    فما شعرت إلا والجارية قد وافت بمنديل فيه خمسةُ أثواب وصرّة فيها ألفُ دِرهم وقالت لي‏:‏ تقول مولاتي‏:‏ أنفق هذه فإن احتجتَ فصر إلينا حتى نزيدك إن شاء الله‏.‏

    فأخذت ذلك وقمت وقلت في نفسي‏:‏ إن ذهبت بالدملجين إلى امرأتي قالت‏:‏ هذا لِبَناتي وكابرتني عليهما‏.‏

    فدخلت السّوقَ فبعتُهما بخمسين ديناراً وأقبلتُ‏.‏

    فلما فتحت الباب صاحب امرأتي وقالت‏:‏ قد جئتَ أيضاً بشُؤمك‏!‏ فطرحتُ الدنانيرَ والدراهم بين يديها والثياب فقالت‏:‏ من أين هذا قلت‏:‏ مِن الذي تشاءمت به وزعمتِ بضاعتي التي لا تُجدي‏.‏

    فقالت‏:‏ قد كانت عندي في غاية الشؤم وهي اليوم في غاية البركة‏.‏

    نوادر من الشعر وقال المأمون لمحمد بن الجَهم‏:‏ أَنشدني بيتاً أوّله ذَمّ وآخره مَدْح أولك له كُورة فأنشده‏:‏ قَبحتْ مناظرُهم فحين خبرتُهم حَسُنت مناظرُهم لحسن المَخْبَر أرادوا ليُخفوا قبرَه عن عدوّه فطيبُ تُراب القَبر دلَّ على القبر فولاه الدِّينور‏.‏

    وقال هارون الرشيد للمُفَضّل الضَّبِّي‏:‏ أنشدنا بيتاً أوله أعرابي في شَملته هَبَّ من نَومته وآخره مَدنيّ رقيق غُذِّي بماء العَقيق‏.‏

    قال المُفضل‏:‏ هَوَّلتَ عليَّ يا أمير المؤمنين فليت شعري بأيّ مَهر تُفتضّ عَروس هذا الخدْر قال هارون‏:‏ هو بيتُ جَميل حيث يقول‏:‏ ألا أيها النّوام ويحكُم هُبُّوا أُسائلكم هل يَقتل الرجلَ الحبُّ فقال له المفضل‏:‏ فأخبرني يا أمير المؤمنين عن بيت أوله أكثمُ بن صَيفيّ في إصابة الرأي وآخره بُقراط الطبيب في معرفته بالداء والدواء قال له هارون‏:‏ ما هو قال‏:‏ هو بيتُ الحسن بن هانئ حيث يقول‏:‏ دع عنكَ لَومي فإنّ اللومَ إغراء وداوني بالَّتي كانت هي الدواء قال‏:‏ صدقت‏.‏

    وقال الرَّبيع‏:‏ خرجنا مع المنصور مُنصَرفنا من الحَجّ فنزلنا الرَّضمة ثم راح المنصور ورُحنا معه في يوم شديد الحَرّ وقد قابلْته الشمس وعليه جُبة وَشيْ‏.‏

    فالتفت إلينا وقال‏:‏ إنّي أقول بيتاً من الشعر فمَن أجازه منكم فله جُبتي هذه قلنا‏:‏ يقول أمير المؤمنين‏.‏

    فقال‏:‏ وهاجرة نصبت لها جَبيني يُقطِّع حرُّها ظَهرَ العِظَايه فبَدره بشّار الأعمى فقال‏:‏ وقفتُ بها القلوصَ ففاض دَمعي على خَدِّي وأَسعد واعظَايه فخرج له من الجُبة‏.‏

    فلقيته بعد ذلك فقلت له‏:‏ ما فعلتَ بالجُبة قال‏:‏ بعتُها بأربعة آلاف درهم‏.‏

    خرج رسول عائشة بنت المَهديّ وكانت شاعرةً إلى الشعراء وفيهم صرَيع الغواني فقال‏:‏ تُقرئكم سيدتي السلامَ وتقول لكم‏:‏ من أجاز هذا البيتَ فله مائة دينار‏.‏

    فقالوا‏:‏ هاته‏.‏

    فأنشدهم‏:‏ أنيلي نَوَلاً وجُودي لنَا فقد بلغتْ نَفسيَ التَرْقوه فقالِ صَريع‏:‏ وإني كالدلْو في حُبكم هَوِيتُ إذا انقطعتْ عَرْقوه قال الحسن‏:‏ صدقتَ‏.‏

    ثم أقبل إليه رجلٌ آخر فقال‏:‏ يا أبا سَعيد ما تقول في الرجلِ يشك في الشَّخص يبدو له فيقول‏:‏ والله هذا فلان ثم لا يكون هو ما ترى في يمينه فقال الفرزدق‏:‏ وقد ولستَ بمأخوذ بقَول تقولُه إذا لم تُعِنْه عاقداتُ العزائِم قال الحسن‏:‏ صدقتَ‏.‏

    فأخذ المائة الدِّينار‏.‏

    وكان الفرزدق يجلس إلى الحَسن البَصريّ وجرير يجلس إلى ابن سِيرين لتباعد ما بين الرَّجلين وكان موتُهما في عام واحد وذلك سنة عشر ومائة‏.‏

    فبينما الفرزدق جالس عند الحَسن إذ جاءه رجل فقال‏:‏ يا أبا سَعيد‏:‏ إنّا نكون في هذه البُعوث والسرَّ أيا فنُصيب المرأة من العدوّ وهي ذاتُ زَوْج أفتحلّ لنا من غير أن يُطلّقها زوجُها قالت الفرزدق‏:‏ قد قلتُ أنا في مثل هذا في شعري‏.‏

    قال له الحسن‏:‏ وما قلت قال‏:‏ قلتُ‏:‏ وذات حَلِيل أَنكحْتها رماحُنا حَلالاً لمن يبني بها لم تُطلَقِ واستعدت امرأةٌ على زَوجها عبّادَ بن منصور وزعمت أنه لا يُنفق عليها‏.‏

    فقال لرؤبة‏:‏ احكُم بينهما‏.‏

    فقال‏:‏ فطَلّق إذا ما كنتَ لستَ بمُنفقٍ فما الناسُ إلا مُنفِقٌ أو مطلق وكان رجل يدَّعي الشعرَ ويستبرده قومُه فقال لهم‏:‏ إنما تَستبردونني من طريق الحَسد‏.‏

    قالوا‏:‏ فبيننا وبينك بشّار العقيلي‏.‏

    فارتفعوا إليه‏.‏

    فقال له‏:‏ أنشدني‏.‏

    فأنشده فلما فرغ قال له بشّار‏:‏ إني لأظنك من أهل بيت النُّبوة قال له‏:‏ وما ذلك قال‏:‏ إن الله تعالى يقول‏:‏ وَما علّمْنَاهُ الشِّعْرَ أنا أبو دُلف المُبدِي بقافية جوابُها يهلك الداهي من الغَيظِ مَن زاد فيها له رَحْلي وراحلتي وخاتمي والمَدَى فيها إلى القَيظ فأجابه ابنُ عبد ربّه‏.‏

    قد زدتُ فيها وإن أَضحى أبو دُلف والنفسُ قد أَشرفت منه على الفَيظِ سَمر الفرزدقُ والأخطلُ وجرير عند سليمان بن عبد الملك ليلةً فبينما هم حوله إذ خفَق‏.‏

    فقالوا‏:‏ نَعس أمير المؤمنين وهمّوا بالقيام‏.‏

    فقال لهم سليمان‏:‏ لا تقوموا حتى تقولوا في هذا شعراً‏.‏

    فقال الأخطل‏:‏ رَماه الكَرى في رأسه فكأنّه صَرِيع تَروَّى بين أصحابه خَمْرا فقال له‏:‏ ويحك‏!‏ سكران جعلتَني ثم قال جرير بن الخَطَفي‏:‏ رماه الكَرى في رأسه فكأنما يرى في سواد الليل قُنبرةً حَمْرا فقال له‏:‏ ويحك‏!‏ أجعلتَني أَعمى‏.‏

    ثم قال الفرزدق بعد هذا‏:‏ رماه الكَرى في رأسه فكأنما أَمِيمُ جَلاميدٍ تَركْن به وَقرا قال له‏:‏ ويحك‏!‏ جعلتني مَشْجوجاً‏.‏

    ثم أذن لهم فانقلبوا فحيّاهم وأعطاهم‏.‏

    كان عمرُ بن أبي ربيعةَ القُرشيّ غَزلاً مُشبِّباً بالنساء الحَوَاجّ رقيقَ الغزل وكان الأصمعي يقول في شعره‏:‏ الفُستق المقشَّرَ الذي لا يُشبع منه‏.‏

    وكان جرير يَستبرده ويقول‏:‏ شِعر حِجازِيّ لو أَنجد في تَمُوز لوُجد البرد فيه‏.‏

    فلما أنشد‏:‏ فلما تلاقينا عرفت الذي بها كمثل الذي بي حذَوكَ النَّعل بالنَّعل فقال‏:‏ ما زال يَهْذي حتى قال الشعر‏.‏

    وقالت العلماء‏:‏ ما عُصي الله بشعر ما عُصي بشعر عمر بن أبي ربيعة‏.‏

    ووُلد عمر بن أي ربيعة يوم مات عُمر بن الخطاب فسُمي باسمه فقالت العلماء‏.‏

    أي خَير رُفع وأي شرّ وُضع‏.‏

    ثم إنه تاب في آخر أيامه وتَنسك ونذر لله أن يُعتق رقبة بكل بيت يقوله وإنه حَجَ فبينما هو يطوف بالبيت إذ نَظر إلى فتى من نُمير يلاحظ جاريةً في الطواف فلما رأى ذلك منه مِراراً أتاه فقال له‏:‏ يا فتى أمَا رأيت ما تصنع فقال له الفتى‏:‏ يا أبا الخَطّاب لا تَعجل عَليّ فإنّ هذه ابنة عمّي وقد سُمّيت لي ولستُ أقدر على صَداقها ولا أظفر منها بأكثر مما ترى وأنا فلان بن فلان وهذه فلانة بنت فلان‏.‏

    فعرفهما عُمر فقال له‏:‏ أقعد يا بن أخي عند هذه الجارية حتى يأتيكَ رسولي‏.‏

    ثم ركب دابّته حتى أتى منزلَ عم الفتى فقَرع الباب فخرج إليه الرجل فقال‏:‏ ما جاء بك يا أبا الخطّاب في مثل هذه الساعة قال‏:‏ حاجة عَرضت قِبَلك في هذه الساعة‏.‏

    قال‏:‏ هي مَقْضية‏.‏

    قال عمر‏:‏ كائنة ما كانت قال‏:‏ نعم‏.‏

    قال‏:‏ فإني قد زوَّجت ابنتك فلانة من ابنِ أخيك فلان‏.‏

    قبل‏:‏ فإني قد أجزتُ ذلك‏.‏

    فنزل عُمر عن دابَّته ثم أرسل غلاماً إلى داره فأتاه بألف درهم فساقها عن الفتى ثم أرسل إلى الفتى فأتاه فقال لأبي الجارية‏:‏ أقسمتُ عليك إلا ما ابتني بها هذه الليلَة‏.‏

    قال له‏:‏ نعم‏.‏

    فلما أدخلت على الفتى انصرف عمر إلى داره مسروراً بما صنع فرمى بنفسه على فراشه وجعل يتململ ووليدة له عند رأسه فقالت له‏:‏ يا سيدي أرقت هذه الليلة أرقاً لا أدري ما دَهمك فأنشأ يقول‏:‏ تقول وليدتِي لمّا رأتْنيِ طَربتُ وكنتُ قد أقصرتُ حِيناً أراك اليوم قد أحدثتَ شَوقاً وهاج لك الهَوى داءً دفينا وكنتَ زعمْتَ وإن تَعزي مَشُوق حين يَلقي العاشِقينا ثم ذكر يمينَه فاستغفر الله وأعتق رقبةً لكل بيت‏.‏

    دعا الأعورُ بنُ بنان التِّغلبي الأخطل الشاعر إلى منزله فأدخله بيتاً قد نجّد بالفُرش الشريفة والوِطاء العجيب وله امرأة تُسمى بَرَة في غاية الحسن والجمال فقال له‏:‏ أبا مالك إنك رجلِ تدخل على الملوك في مجالسهم فهل ترى في بيتي عَيباً فقال له ما أرى في بيتك عيباً غيرك‏.‏

    فقال له‏:‏ إنما أعجب من نفسي أذ كنت أدخل مثلَك بيتي اخرج عليك لعنة اللّه‏.‏

    فخرج الأخطل وهو يقول‏:‏ ويُلصق بَطْناً مُنتن الريح مُجْرِزاً إلى بَطْن خَوْد دائِم الخَفقَان

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:09 pm