هذا هو النموذج الحبيب إلى الرجل، لأنه يمثل أنواع الجمال الجسدي، وأرى أن أستعرض شياب الجسد الجميل في ذوق المرأة لنتبين أكان ذوق الرجال متفقاً مع ذوق النساء أم لا، ويرجح الكاتب إن الرجل أخبر بجمال المرأة من المرأة نفسها، ولعل سبب ذلك أنها ليست في حاجة مثله إلى أدراك الجمال، لأنه يجتذبها برجولته ومكانته لا بوسامته وقسامته، وأما هي فتجذبه بجمالها ودلها وخفة روحها، وهو ينظر إلى الجميل جملة لاتفصيلاً، وهي تنظر إليه تفصيلاً لا جملة
- 1- بعث الحارث بن عمير الكندي ملك كندة امرأة عاقلة فصيحة اسمها عصام لترى جمال بنت عوف بن مُحَلًّم الشيباني وكمالها وعقلها، فرأتها، ثم وصفتها له بقولها:
" رأيت جبهة كالمرآة الصقيلة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرسلته خلته السلاسل، وإن عقصته قلت عناقيد جلاها الوابل، وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بحمم (1)، تقوسا على مثل عين ظبية عَبْهَرة(2)، بينهما أنف كحد السيف، حَفَّ به وجنتان مالأرجوان في بياض كالجمان، شق فيه كالخاتم. لذيذ المبتسم، فيه ثنايا غُرّ ذات أُشُر (3)، تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر وجواب حاضر، تلتقي فيه شفتان حمراوان تحلبان ريقاً كالشهد، في رقية بيضاء كالفضة، ركبت في صدر كالدُّمية، وعضدان مُدْمَجَان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يُمَسُّ ولا عرق يُجَسّ، ركبت فيهما كفان رقيق قصبهما تُعْقَدُ إن شئت فيهما الأنامل، نتأ في الصدر ثديان كالرمانتين يخرقان عليها ثيابها، تحت ذلك بطن طُوِى على القباطي المدمجة، كُسِرَ عُكَناً كا لقراطيس المدرجة، تحيط بتلك البطن سرة كالمُدْهُن المجْلوّ، خلف ذلك ظهر كالجدول، ينتهي إلى خصر بكاد ينبتر، وكفل يعقد اذا نهضت وينهضها إذا قعدت؛ يحمله فخذان لُفَّا، وتحتهما ساقان خَدْلتان (1) وُشِّيتا بشعر أسودكأنه هلق الزّرَد يحمل ذلك قدمان مجَذْو اللسان (2).
فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها منه وتزوجها
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حمم: فحم
(2) عبهرة جامعة للحسن
(3) أشر: تحزيز
(1) خدلتان: ممتلئتان
(2) حذو اللسان: مثله
المصدر : الغزل في العصر الجاهلي
الدكتور
أحمـــد محمـــــــد الحوفي
» شعر
» والدي الحبيب
» ابوذيات للحلوين
» دارمي يموت
» ترحيب
» ابو ذية
» فضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجب
» بمناسبت قرب عيد رمضان المبارك
» انه بدونك طفل
» ابتسم
» غضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجي
» شجرة دارمي كوم
» دارمي وقصته الحزينه..
» عضو جديد