مناظرة الصاحب بن عباد (1)
في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام )
قالت : أبا القاسم استَخْفَفْتَ بالغــــَزَل *** ِفقلتُ : ما ذاك من همِّي ولا شغلـي
قالت : أُريد اعتــذاراً منكَ تظهـــرُهُ *** فقلتُ : عذراً وما أخشى مـن العَذَلِ
قالت : أُلِحُّ على تكريـــرمسألتـــي*** فقلتُ : ما أنا عن رأيي بذي حـوَلِ
قالــت : أُريد رشـاداً منكَ أتبعُـــهُ *** فقلتُ : سمعاً فانَّ الرشدَ مــن قبلي
قالـــت : أبِنْهُ فانـي جدُّ سامعـــة *** فقلتُ : كيف اجتماعُ الشيـب والغزل
قالت : وكيف اقتضاك الشيبُ تركَ هوىً ***فقلتُ : فــيالشيب إدناءٌ من الاَجَلِ
قالت : فما اختـــرتمن دينٍ تفوزُ بهِ ***فقلت : إنـــي شيعيٌّ ومعتزلي (2)
قالت : أقلَّدت أم قـــد دنت عننظـرٍ ***فقلت : كلاّ فإنـــي واحـدُ الجدَلِ
قالت : فكيف عرفتَ الحقَّ هات بـــه ***فقلت : بالفكر فـيالاَقــوالِ والعِلَل
قالت : فهل هذه الاَجســام محدثــةٌ ***فقلت : جدّاً وإنْ رمتِ الدليلَ سلــي
قالت : أُريدُ دليلاً فيـــه مختصـراً ***فقلت : أنْ ليس فيهـــا غيرُ مُنْتَقلِ
(في صفات الباري عزّ وجلّ)
قالت : فهل صانعٌ تدعو إليــه أجِبْ *** فقلت : لا بدّ قـولاً غيـــرَ ذي مَيَل
قالت : فهـــل من دليلٍ فيه تذكرهُ ***فقلت : بيتٌ بلا بــانٍ مـن الخَطـَل
قالت : فهــل هو ذو شِبْهٍ وذو مثلٍ *** فقلت : قد جلّ عنشبــه وعـن مَثَل
قالت : أبِنْ لـي أجسمٌ ذاك أم عَرَضٌ ***فقلت : بل خــالقُ الجِنسَين فانتقلـي
قالت : وما ضرَّ لــو اثبتَّهُ جسـداً ***فقلت : لا توجدُ الاَجسام فــي الاَزل
قالت : فقلْ لي أبالاَبصارنـــدركُهُ ***فقلت : جَلَّ عـنالاِدراكِ بالـــمُقلِ
قالت : ولِمْ ذا وهـل شــيءٌ يغيِّبُهُ *** فقلت : ما هــو محجوبٌ فيظهرُ لي
قالت : لعلَّ حجاباً عنــكيستُــرُهُ ***فقلت : أخبرتِ عن شخصٍ وعن طَلَل
قالت : فما القولُ في القـرآن سُقْهُ لنا*** فقلت : ذاك كـــلامُ الله أينَ تُلــي
قالت : فأينَ دليلُ الخَلْقِ فيـه أبــِنْ *** فقلت : تركيبُهُ مـــن أحرفِ الجُمَلِ
قالت : فــأعمالُنا منْ ذا يكوِّنُهــا ***فقلت : نحنُ مقالاً صِيْنَ عـــن خَلَل
قالت : ولِمْلا يكــونُ الله ُخالقَهــا ***فقلت : لـــو كُنَّ خلْقاً لم يكنْ عملي
قالت : أيُلــزم نفساً فوق طاقتِهــا ***فقلت : حاشاه هذافعــــلُ ذي خَبَل
قالت : يشاءُ معاصينــا ويؤثِرهُــا ***فقلت : لو شاءها لــم نَخْشَ من زَلَل
(في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام )
قالت : فمــن صاحبُ الدين الحنيف أجبْ ***فقلت : أحمدُ خيــرُ الســـادةالرُّسُل
قالت : فهــل معجزٌ وافى الرسولُ بــه ***فقلت : القرآنُ وقد أعيــاعلـى الاَوَلِ
قالت : فَمَنْ بعده يُصفـْى الــولاء لــه ***فقلت : الوصيُّ الذي أربــىعلى زحل
قالت : فهل أحَدٌ فـي الفضــلِ يقــدمُهُ ***فقلت : هل هضبةٌ تـرقى علــى جبل
قالت : فَمــَـنْأوَّلُ الاَقــوام صــدقَهُ ***فقلت : مَنْ لم يصِرْ يومـاً إلى هُبَــلِ
قالت : فمــن بـاتمن فوق الفراش فدىَ ***فقلت : أثْبَتُ خلــق الله في الوَهــَلِ
قالت : فمــن ذا الذي أخــاه عـن مِقَةٍ ***فقلت : مَنْ حاز ردَّ الشمس فـي الطَّفَلِ
قالت : فمـن زوُجَ الزهــراءَ فاطمــةً ***فقلت : أفضلُ من حــافٍ ومُنْتَعــلِ
قالت : فمــن والــدُ الـسبطَيْنِ إذ فَرَعا ***فقلت : سابق أهــلالسَّبــق في مَهَل
قالت : فمـن فاز فــي بــدرٍ بمفخرها ***فقلت : أضـْرَبُ خلــق الله للـقُلَـلِ
قالت : فمــن ســاد يوم الرَّوْع في أُحُدٍ*** فقلت : مَنْ هالهم بأسـاًولــم يُهَــلِ
قالت : فمن فــارسُ الاَحــزاب يفرسُها ***فقلت : قاتل عمرو الضيغمِ البـــَطَل
قالت : فخيبـــرُ مــن ذا هدَّ مــعقلها ***فقلت : سائق أهل الكفـرفـــي عُقُل
قالت : فيــوم حنينٍ مَنْ بــرى وفـَرى ***فقلت : حاصدُ أهل الشـركفـي عَجَل
قالت : فمن صاحبُ الرايــات يحملُهــا ***فقلت : مَنْ حِيطَ عن غشٍ وعـن وغل
قالت : بـــراءةُمَنْ أدّى قــوارعَهــا ***فقلت : مَنْ صِينَ عن خَتلٍ وعن دغـل
قالت : فمن ذا دعــي للطيــر يأكلــهُ ***فقلت : أقـــربُ مرضــيٍ ومُنتحَل
قالت : فمـــنراكــعٌ زكّى بــخاتمه ***فقلت : أطعنُهم مُذْ كــان بـــالاَسَل
قالت : ففيمــن أتى في (هل أتى) شرفٌ ***فقلت : أبْــذَلُ خلـــــقالله للنَّفَل
قالت : فمــنتلـــوهُ يوم الكساء أجبْ ***فقلت : أنْجــَبُمكســُوٍّ ومُشْتَمِــل
قالت : فمن بَاهَــل الطهــرُ النبيُّ بـه ***فقلت : تاليــه فــي حلٍّ ومـرتحل
قالت : فمن ذا قسيـمُ النــار يــسهِمُها ***فقلت : مَن رأيُهُ أذكى مــنالشُّعَــل
قالت : فمن شبــههــارون لنعــرفه ***فقلت : مَن لم يَحُل يومـاً ولــم يَزُل
قالت : فمــن ذا غــدا باب المدينةِ قُلْ ***فقلت : مَن سألوهالعلـــمَ لم يَســل
قالت : فمــن ســاد في يوم الغدير أبِن ***فقلت : مَن صــار للاِسلام خيرَ ولي
قالت : فمــن قاتــل الاَقـوامَ إذ نكثوا ***فقلت : تفسيرهُ فــي وقعــة الجملِ
قالت : فمن حارب الاَنجــاس إذ قسطوا ***فقلت : صفِّين تُبدي صـــفحةالعمَل
قالت : فمن قارع الاَرجـــاسَ إذ مرقوا ***فقلت : معناه يوم النهــروانِ جلــي
قالت : فمن صاحبُ الحوض الشريف غداً ***فقلت : مَن بيتُه في أشــرف الــحِلَلِ
قالت : فمن ذا لـواءُ الحمــد يحملــهُ ***فقلت : مَن لم يكن في الرَّوْع بالوَكل (3)
قالت : أكُلُّ الذي قــد قلتَ في رجــلٍ ***فقلت : كلُّ الذي قد قلت فـي رجــل
قالت : ومَن هو هذا المرء (4) سمِّ (5) لنا ***فقلت : ذاك أميــر المؤمنيــن علي
قالت : مـعاويــةالطــاغي أتلعنــهُ ***فقلت : لعنتُهُ أحلـى مــن العســل
قالت : تُكَفِّـرهُ فيمــا أتــى وعَتــا ***فقلت : أي وإلهِ الســهـلوالجبــل
قالت : أهَلْ لك مــن نظــمٍ لِنَرْوِيَـه ***فقلت : إنَّ جوابي فــيه حــيَّ هلِ
قالت : فَأملِ على هذا الفتـى عَجــِلاً ***فقلت : هـذا ولــم ألْبَثْ ولــم أتُل
قالت : أمُبتَدِهاً فــي القــول مرتجلاً ***فقلت : ما قلتُ شعراً غيرمـــرتَجَل
قالت : أتيـتَ ابنَ عــبادٍ بمعجــزةٍ ***فقلت : لا تعجبي فالشعر مــن خولي
قالت : فهل منشــدٌ ترضىلينشــدها ***فقلت : ابنُ صالحٍ النحريرُ ينشد لي (6)
____________في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام )
قالت : أبا القاسم استَخْفَفْتَ بالغــــَزَل *** ِفقلتُ : ما ذاك من همِّي ولا شغلـي
قالت : أُريد اعتــذاراً منكَ تظهـــرُهُ *** فقلتُ : عذراً وما أخشى مـن العَذَلِ
قالت : أُلِحُّ على تكريـــرمسألتـــي*** فقلتُ : ما أنا عن رأيي بذي حـوَلِ
قالــت : أُريد رشـاداً منكَ أتبعُـــهُ *** فقلتُ : سمعاً فانَّ الرشدَ مــن قبلي
قالـــت : أبِنْهُ فانـي جدُّ سامعـــة *** فقلتُ : كيف اجتماعُ الشيـب والغزل
قالت : وكيف اقتضاك الشيبُ تركَ هوىً ***فقلتُ : فــيالشيب إدناءٌ من الاَجَلِ
قالت : فما اختـــرتمن دينٍ تفوزُ بهِ ***فقلت : إنـــي شيعيٌّ ومعتزلي (2)
قالت : أقلَّدت أم قـــد دنت عننظـرٍ ***فقلت : كلاّ فإنـــي واحـدُ الجدَلِ
قالت : فكيف عرفتَ الحقَّ هات بـــه ***فقلت : بالفكر فـيالاَقــوالِ والعِلَل
قالت : فهل هذه الاَجســام محدثــةٌ ***فقلت : جدّاً وإنْ رمتِ الدليلَ سلــي
قالت : أُريدُ دليلاً فيـــه مختصـراً ***فقلت : أنْ ليس فيهـــا غيرُ مُنْتَقلِ
(في صفات الباري عزّ وجلّ)
قالت : فهل صانعٌ تدعو إليــه أجِبْ *** فقلت : لا بدّ قـولاً غيـــرَ ذي مَيَل
قالت : فهـــل من دليلٍ فيه تذكرهُ ***فقلت : بيتٌ بلا بــانٍ مـن الخَطـَل
قالت : فهــل هو ذو شِبْهٍ وذو مثلٍ *** فقلت : قد جلّ عنشبــه وعـن مَثَل
قالت : أبِنْ لـي أجسمٌ ذاك أم عَرَضٌ ***فقلت : بل خــالقُ الجِنسَين فانتقلـي
قالت : وما ضرَّ لــو اثبتَّهُ جسـداً ***فقلت : لا توجدُ الاَجسام فــي الاَزل
قالت : فقلْ لي أبالاَبصارنـــدركُهُ ***فقلت : جَلَّ عـنالاِدراكِ بالـــمُقلِ
قالت : ولِمْ ذا وهـل شــيءٌ يغيِّبُهُ *** فقلت : ما هــو محجوبٌ فيظهرُ لي
قالت : لعلَّ حجاباً عنــكيستُــرُهُ ***فقلت : أخبرتِ عن شخصٍ وعن طَلَل
قالت : فما القولُ في القـرآن سُقْهُ لنا*** فقلت : ذاك كـــلامُ الله أينَ تُلــي
قالت : فأينَ دليلُ الخَلْقِ فيـه أبــِنْ *** فقلت : تركيبُهُ مـــن أحرفِ الجُمَلِ
قالت : فــأعمالُنا منْ ذا يكوِّنُهــا ***فقلت : نحنُ مقالاً صِيْنَ عـــن خَلَل
قالت : ولِمْلا يكــونُ الله ُخالقَهــا ***فقلت : لـــو كُنَّ خلْقاً لم يكنْ عملي
قالت : أيُلــزم نفساً فوق طاقتِهــا ***فقلت : حاشاه هذافعــــلُ ذي خَبَل
قالت : يشاءُ معاصينــا ويؤثِرهُــا ***فقلت : لو شاءها لــم نَخْشَ من زَلَل
(في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام )
قالت : فمــن صاحبُ الدين الحنيف أجبْ ***فقلت : أحمدُ خيــرُ الســـادةالرُّسُل
قالت : فهــل معجزٌ وافى الرسولُ بــه ***فقلت : القرآنُ وقد أعيــاعلـى الاَوَلِ
قالت : فَمَنْ بعده يُصفـْى الــولاء لــه ***فقلت : الوصيُّ الذي أربــىعلى زحل
قالت : فهل أحَدٌ فـي الفضــلِ يقــدمُهُ ***فقلت : هل هضبةٌ تـرقى علــى جبل
قالت : فَمــَـنْأوَّلُ الاَقــوام صــدقَهُ ***فقلت : مَنْ لم يصِرْ يومـاً إلى هُبَــلِ
قالت : فمــن بـاتمن فوق الفراش فدىَ ***فقلت : أثْبَتُ خلــق الله في الوَهــَلِ
قالت : فمــن ذا الذي أخــاه عـن مِقَةٍ ***فقلت : مَنْ حاز ردَّ الشمس فـي الطَّفَلِ
قالت : فمـن زوُجَ الزهــراءَ فاطمــةً ***فقلت : أفضلُ من حــافٍ ومُنْتَعــلِ
قالت : فمــن والــدُ الـسبطَيْنِ إذ فَرَعا ***فقلت : سابق أهــلالسَّبــق في مَهَل
قالت : فمـن فاز فــي بــدرٍ بمفخرها ***فقلت : أضـْرَبُ خلــق الله للـقُلَـلِ
قالت : فمــن ســاد يوم الرَّوْع في أُحُدٍ*** فقلت : مَنْ هالهم بأسـاًولــم يُهَــلِ
قالت : فمن فــارسُ الاَحــزاب يفرسُها ***فقلت : قاتل عمرو الضيغمِ البـــَطَل
قالت : فخيبـــرُ مــن ذا هدَّ مــعقلها ***فقلت : سائق أهل الكفـرفـــي عُقُل
قالت : فيــوم حنينٍ مَنْ بــرى وفـَرى ***فقلت : حاصدُ أهل الشـركفـي عَجَل
قالت : فمن صاحبُ الرايــات يحملُهــا ***فقلت : مَنْ حِيطَ عن غشٍ وعـن وغل
قالت : بـــراءةُمَنْ أدّى قــوارعَهــا ***فقلت : مَنْ صِينَ عن خَتلٍ وعن دغـل
قالت : فمن ذا دعــي للطيــر يأكلــهُ ***فقلت : أقـــربُ مرضــيٍ ومُنتحَل
قالت : فمـــنراكــعٌ زكّى بــخاتمه ***فقلت : أطعنُهم مُذْ كــان بـــالاَسَل
قالت : ففيمــن أتى في (هل أتى) شرفٌ ***فقلت : أبْــذَلُ خلـــــقالله للنَّفَل
قالت : فمــنتلـــوهُ يوم الكساء أجبْ ***فقلت : أنْجــَبُمكســُوٍّ ومُشْتَمِــل
قالت : فمن بَاهَــل الطهــرُ النبيُّ بـه ***فقلت : تاليــه فــي حلٍّ ومـرتحل
قالت : فمن ذا قسيـمُ النــار يــسهِمُها ***فقلت : مَن رأيُهُ أذكى مــنالشُّعَــل
قالت : فمن شبــههــارون لنعــرفه ***فقلت : مَن لم يَحُل يومـاً ولــم يَزُل
قالت : فمــن ذا غــدا باب المدينةِ قُلْ ***فقلت : مَن سألوهالعلـــمَ لم يَســل
قالت : فمــن ســاد في يوم الغدير أبِن ***فقلت : مَن صــار للاِسلام خيرَ ولي
قالت : فمــن قاتــل الاَقـوامَ إذ نكثوا ***فقلت : تفسيرهُ فــي وقعــة الجملِ
قالت : فمن حارب الاَنجــاس إذ قسطوا ***فقلت : صفِّين تُبدي صـــفحةالعمَل
قالت : فمن قارع الاَرجـــاسَ إذ مرقوا ***فقلت : معناه يوم النهــروانِ جلــي
قالت : فمن صاحبُ الحوض الشريف غداً ***فقلت : مَن بيتُه في أشــرف الــحِلَلِ
قالت : فمن ذا لـواءُ الحمــد يحملــهُ ***فقلت : مَن لم يكن في الرَّوْع بالوَكل (3)
قالت : أكُلُّ الذي قــد قلتَ في رجــلٍ ***فقلت : كلُّ الذي قد قلت فـي رجــل
قالت : ومَن هو هذا المرء (4) سمِّ (5) لنا ***فقلت : ذاك أميــر المؤمنيــن علي
قالت : مـعاويــةالطــاغي أتلعنــهُ ***فقلت : لعنتُهُ أحلـى مــن العســل
قالت : تُكَفِّـرهُ فيمــا أتــى وعَتــا ***فقلت : أي وإلهِ الســهـلوالجبــل
قالت : أهَلْ لك مــن نظــمٍ لِنَرْوِيَـه ***فقلت : إنَّ جوابي فــيه حــيَّ هلِ
قالت : فَأملِ على هذا الفتـى عَجــِلاً ***فقلت : هـذا ولــم ألْبَثْ ولــم أتُل
قالت : أمُبتَدِهاً فــي القــول مرتجلاً ***فقلت : ما قلتُ شعراً غيرمـــرتَجَل
قالت : أتيـتَ ابنَ عــبادٍ بمعجــزةٍ ***فقلت : لا تعجبي فالشعر مــن خولي
قالت : فهل منشــدٌ ترضىلينشــدها ***فقلت : ابنُ صالحٍ النحريرُ ينشد لي (6)
(1) هو : أبو القاسم ، اسماعيل بن عباد بن العباس ، بن أحمد بن إدريس الملقب بالصاحب (الاِصفهاني) ولد سنة 326 هـ ، أحد أقطاب الاَدب العربي ، له منهج خاص في الاَدب ، واسلوبه المتميز في نثره وشعره ، وقد ترك أثراً كبيراً في دنيا العلم والادب في ذلك العصر الزاهر ، والذي حفظ إلينا بعض الشيء منه ، وسماه بالصاحب الاَمير أبو منصور بويه ركن الدولة لما صحبه إلى بغداد سنة 347 هـ ، وأنس منه مؤيد الدولة كفاية وشهامة ولما تولى الحكومة استدعى الصاحب من أصفهان وولاه الوزارة ، ودبرها برأي وثيق ، وقد نال من الهيبة والمقام السامي أيام وزارته ما لم ينل مثله أحد من أمثاله ، قرأ الصاحب على الكثير من علماء عصره واُدباءه وروى عنهم ، أمثال العميد ، وبن فارس ، والسيرافي ، وابن كامل وغيرهم ، وقد كانت له مكتبة حافلة بأنفس الكتب ، وقيل ان عنده من الكتب ما يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر ، فكانت من منابع ثقافته وأدبه . وقد أخذ من كل فن بالنصيب الوافر ، وما أوتيه من الفصاحة والاطلاع الواسع بالتفسير والحديث والكلام واللغة والنحو والعروض والنقد الاَدبي ، والتاريخ ، والطب ، وقد عدَّ له بعضهم سبعاً وثلاثين مؤلفاً وقد طبع منها اثني عشر كتاباً ، وقد أثنى عليه علماء السلف . قال عنه المجلسي : انه من أفقه فقهاء الشيعة ، وعده القاضي في مجالسه من وزراء الشيعة ، وعده ابن شهراشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين ، وقال الرافعي : وكتبه ورسائله ومناظراته دالة على قدره ، وكان يناظر ويدرس ويصنف ويملى الحديث ، ومن اطلع على أدبه اذعن بولائه الصادق لاَهل البيت : والذي انعكس في شعره والذي لا يخلو أكثره ـ تصريحاً أو تلويحاً ـ مما يرتبط بالنبوة والاِمامة وفضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم ، كما ضمنها أيضاً بعض مسائل التوحيد والعدل ـ انطلاقاً من واجبه الديني الذي يملي عليه ، كما هو شأن الموالي صادق العقيدة ، والذي يسخر كل طاقاته في الدفاع عنهم ، واظهار فضلهم ، وعدم الاكتراث بما يسمعه من جاحدي حقهم كابن عباد الذي يقول :
فـكـم دعـونـي رافضياً لحبكم *** فلم ينثني عنكم طويل عوائهم
ولذا ضمن قصائده الحوادث والمناظرات والمحاورات التي تتضمن الاَخذ والرد في مجال العقيدة ، فجزى الله الصاحب بن عباد جزاء المحسنين الذي ما فتىء مدافعاً عن عقيدته الصادقة حياً وميتاً ، توفي عليه الرحمة عام 385 هـ ودفن في داره بالري ، ثمّ نقل إلى تربة له باصفهان .
راجع ترجمته في : ديوان الصاحب بن عباد : ص 6 ـ 18 ، الغدير للاَميني : ج 4 ص 42 ـ 81 ، أعيان الشيعة للاَمين : ج 3 ص 328 ، معجم الاَدباء : ج 6 ص 168 ، يتيمة الدهر : ج 3 ص 188 ، وفيات الاَعيان : ج 1 ص 228 لسان الميزان : ج 1 ص 413 ، البداية والنهاية : ج 11 ص 314 ، المنتظم : ج 14 ص 375 ترجمة رقم (2911) ، سير أعلام النبلاء : ج 16 ص 511 .
(2) لا مذهباً ، بل في بعض الآراء التي وافقوا فيها الاِمامية في بعض مسائل الاعتقاد والتي منها على سبيل المثال ، كمسألة عدم التجسيم ومسألة نفي الرؤية عنه تعالى ، ومسألة القبح والحسن العقليين ، ومسالة وجوب اللطف، وغيرها .
قال ابن حجر في لسان الميزان : ج 1 ص 416 في ترجمة الصاحب ـ : قال ابن أبي طي : كان إمامي الرأي ، وأخطأ من زعم انّه كان معتزلياً ، وقد قال عبد الجبار القاضي لما تقدّم للصلاة عليه : ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي ، وعن ابن أبي طي : أن الشيخ المفيد شهد بأن الكتاب الذي نسب إلى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه ، ونسب إليه ، وليس هو له . وقال العلامة الاَميني في الغدير : ج 4 ص 62 : وهناك نقول متهافتة يبطل بعضها بعضاً تفيد اعتناق الصاحب مذهب الاعتزال تارة ، وتمذهبه بالشافعية اُخرى ، وبالحنفية طوراً ، وبالزيدية مرّة ، وفي القاذفين من يحمل عليه حقداً يريد تشويه سمعته بكل ما توحي إليه ضغاينه...الخ .
(3) ورد عجزه في بعض النسخ : فقلت خير الملأ الاّتين والاُول .
(4) في بعض النسخ : هذا القرم ، وفي المناقب : الفرد .
(5) في المناقب وبعض النسخ : سِمْهُ ، وفي بعضها : صِفْهُ .
(6) ديوان الصاحب بن عباد تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين ، ص 38 ـ 47 ، الغدير للاَميني : ج 4 ص 40 ـ 41 ، بتفاوت ، كما ورد منها البيتان 26 و 27 في المناقب لابن شهر أشوب : ج 1 ص 99 ، والاَبيات 26 و 28 ـ 43 و 45 ـ 57 في المناقب : ج 2 ص 68 ـ 69 . والجدير بالذكر إنه يوجد للامية الصاحب بن عباد عدة نسخ خطية ـ كما ذكر ذلك العلامة المحقّق الشيخ محمد حسن آل ياسين محقق ديوان الصاحب بن عباد في ص 16 ـ 17 جزاه الله خير الجزاء ، ولا بأس بالاشارة إليها ، وهي : 1 ـ نسخة دار الكتب المصرية في القاهرة ، برقم (16 ش تاريخ) وتقع في ثلاث صفحات ، وأسماها مفهرس دار الكتب (المنظومة الفريدة) وجاء في آخرها تمت وبالخير عمت ، الفريدة المشتملة على أفضل كل عقيدة ، رحم الله منشئها ، وغفر لكاتبها ، وكان الفراغ من زبرها ليلة الاَحد عاشور محرم الحرام سنة تسع وثمانين [وألف] .
2 ـ نسخة ايطاليا المحفوظة بالمكتبة الاَمبروزيانية في ميلانو ، ضمن مجموعة برقم (74 (ب) وآثار القدم بارزة عليها .
3 ـ شرح هذه القصيدة للقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد البهلولي اليماني ، وقد عُثر منها على نسختين : الاُولى ، نسخة المكتبة الامبروزيانية بميلانو ـ ايطاليا تحت رقم (205 س) في (21) ورقة ، وعليها تملك تاريخ 1113 هـ . الثانية ، نسخة الخزانة التيمورية بالقاهرة، تحت رقم (380 مجاميع) في (14) ورقة ، وليس في آخرها تاريخ .
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:17 pm من طرف أسير الحب
» شعر
الإثنين أكتوبر 01, 2018 4:15 pm من طرف أسير الحب
» والدي الحبيب
الجمعة أبريل 08, 2016 12:44 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» ابوذيات للحلوين
الجمعة أبريل 08, 2016 12:41 am من طرف اوف يا حظنك حبيبي بلاء
» دارمي يموت
الأحد مارس 13, 2016 2:19 pm من طرف احمد اعناج
» ترحيب
الأربعاء يناير 20, 2016 4:16 am من طرف جاسم
» ابو ذية
الجمعة ديسمبر 11, 2015 2:01 am من طرف ظافر الظافر
» فضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجب
الأحد نوفمبر 29, 2015 9:02 pm من طرف الملکة
» بمناسبت قرب عيد رمضان المبارك
الجمعة يوليو 17, 2015 3:34 am من طرف ابوسيف العويسي
» انه بدونك طفل
الإثنين مايو 25, 2015 7:02 am من طرف شاعرة الحنين
» ابتسم
الأحد مايو 17, 2015 4:11 am من طرف كاظم موسى قسام
» غضل قراءة قل هو الله احد في ايام رجي
الأحد مايو 17, 2015 4:00 am من طرف كاظم موسى قسام
» شجرة دارمي كوم
الأربعاء مايو 13, 2015 6:31 pm من طرف abbaslife1
» دارمي وقصته الحزينه..
الأربعاء مارس 04, 2015 11:10 am من طرف احمد اعناج
» عضو جديد
السبت ديسمبر 27, 2014 11:55 pm من طرف الكفاري