الأدب الشعبي

هناك نظرية تقول الأدب الشعبي ينبعث من عمل أجيال عديدة من البشرية، من ضرورات حياتها وعلاقاتها، من أفراحها وأحزانها، وأما أساسه العريق قريب من الأرض التي تشقها الفؤس، وأما شكله النهائي فمن صنع الجماهير المغمورة المجهولة أولئك الذين يعيشون لسق الواقع.
هذه أحدى النظريات،لم تشر الى ابداع هذا الأدب وأختلاف أطواره وإنما نسبته إلى المغمورين المحهولين على تعاقب الأجيال.
وهناك نظرية ثانية تعرف الأدب الشعبي: بأنه الفن المروي شفهياً ولا يعرف أحد له قائلاً معيناً، وهناك نظرية ثالثة تعرف الأدب الشعبي بأنه الفن الذي يعبر مباشرة عن الحياةسوى كان قائله معيناً أو مجهولاً، وهناك نظرية رابعة تعتبر الأدب الشعبي كل فن يعبر عن أحوال الشعب وتطلعاته بغض النظر عن عامية اللغة وفصاحتها، وبغض النظر عن معرفة القائل أو مجهوليته.
الأدب الشعب:
الشعر الشعبي: وكما أن للشعر الفصيح عدة تشكيلات وماأن للشعر العامي المتطور عن الفصيح عدة تشكيلات كما الشعر الشعبي بكل فنونه مختلف الأشكال والأيقاع والتعريفات وإلى هذا يشير الخاقاني في مقدمة كتابه (فنون الأدب الشعبي ( :
"للأدب الشعبي كما للأدب الفصيح أفاق واسعة وجوانب متعددة عالج فيها مختلف نواحي الحياةالعامة، وتطرق الى الخواطر والصور، بأسلوب يتلذذ به الرأي العام على مختلف درجاته في الثقافة والأدراك لأنه لغته العامية، واداؤه المستعمل، وواسطته للوصول الى القصد بتعبير اقصر، فهو من تعريف البلاغة (مطابقة الكلام لمقتضى الحال) موافق كل الموافقة لهذا التعريف".
وفي مقدمة ديوان "سنجاف الكلام " للمرحوم الشيخ حسين قسام رحمه الله يقول من قدم للديوان البحاثه المرحوم الشيخ مولى الطريحي قال:
" لقد ظهر في كل عصر من العصور المتقدمه في الجزيرة العربية وتوابعها وملحقاتها سواء كان في العصر الجاهلي أو المخضرم أو الأسلامي أو العصر الأموي أو العباسي وما بعدها من العصور المتأخرة أدباء وشعراء مثلوا بأدبهم وشعرهم تمثيلاً صحيحاً طبقت شهرتهم أرجاء الكرة الأرضية وخلدوا لبلادهم وأنفسهم ذكراً حسناً لايمحى مدى السنين والأزمان، وتعاقب العصور والأحقاب، سواء نظموا في اللغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم كشعراء العصر الجاهلي والمخضرم والأسلامي والأموي وغيره، قبل التدوين وبعده، او نظموافي الغة الدارجة التي تدعى الحسكة وهم كثيرون وهي لغةالشعب العامة وأكثر اولئك الشعراء هم أميون لايقرأون ولا يكتبون، إلا ما قل منهم أو ندر، فهم ينظمون عفوا الطبيعة وعلى الفطرة حسب مواهبهم وخواطرهم، وما توحي اليهم افكارهم، وقد جعل ه}ولاْ الشعراء العاميون لكل قسم من أقسام الشعر العامي ونوع من أنواعه وزناً خاصاً